رسالة التربية وعلم النفس – العدد 10 – من ص 103 – 136 – الرياض رجب - 1420هـ
الجمعية السعودية للعلوم التربوية ( جستن )


ملخص بحث

مشكلات المشرف التربوي أثناء تطبيق الأساليب الإشرافية بالتعليم العام

د/ عبدالرحمن بن عبدالوهاب البابطين
مركز البحوث التربوية – كلية التربية – جامعة الملك سعود



تلخيص / خالد بن عبدالمحسن الطريقي – رئيس قسم الرياضيات – إدارة التربية و التعليم بمحافظة الزلفي

المقدمة

إن حركة التطوير التربوي في المملكة العربية السعودية تسير بخطى سريعة إلى الأمام , حيث تعمل الجهات المسؤولة عن التعليم جاهدة لكي تساير المستجدات السريعة التي حدثت في المجتمع السعودي . ويعتبر الإشراف التربوي أحد فروع المجال التربوي .
ولكون الإشراف التربوي أحد أساليب تطوير العملية التعليمية التعلمية ونموها , بما له من اتصال وثيق بالتربية التي تعني التعديل والتطوير المستمر , فيفترض أن يستمر الإشراف التربوي في النمو والعطاء لا أن يقف ثابتا بدعوى أنه بلغ نجاحا مناسبا في فترة زمنية مضت , لأن ثباته يعني الجمود , وبالتالي البحث عن مبررات بغرض ممارسة أساليب و أنماط قديمة ثم تطبيقها على مواقف جديدة .
والتغلب على مشكلات الإشراف التربوي والوصول إلى التنمية الكاملة للتلميذ من خلال تحسين المواقف التعليمية يتوقف بالدرجة الأولى على مستويات الأفراد العاملين فيه من حيث إتقان مهارات الأداء وتحمل المسؤولية ووضوح الرؤية .
ولكي يمارس المشرف التربوي العملية الإشرافية ينبغي أن يمارس بعض اساليب الإشراف التربوي لكي يصل إلى تقويم أداء المعلم .
ومن هنا جاء اهتمام دول العالم بالإشراف التربوي باعتباره الأسلوب الأنسب في تطوير المعلم وتنمية قدراته أثناء الخدمة في مهنة التعليم .

مشكلة الدراسة
مر الإشراف التربوي في وزارة المعارف بمراحل زمنية تطور خلالها من مرحلة التفتيش , ثم مرحلة التوجيه التربوي , وأخيرا مرحلة الإشراف التربوي .ومن الطبيعي أن يصاحب هذا التطور والتجديد في مجال الإشراف التربوي تطور وتجديد في الأساليب الإشرافية التي يقوم المشرف التربوي لتقويم أداء المعلم .

أهمية الدراسة
1) تأتي أهمية هذه الدراسة من أهمية الإشراف التربوي الذي يمثل حلقة الوصل بين المعلم في الميدان وبين الجهة المسؤولة عنه فنيا مثل إدارة التعليم .

2) التعرف على أهم المشكلات التي تحد من فاعلية المشرفين التربويين في استخدام أساليب الإشراف التربوي .

3) التعرف على مدى التطبيق الفعلي لأساليب الإشراف التربوي من قبل المشرفين التربويين العاملين في التعليم العام في وزارة المعارف .

4) تنبع أهمية الدراسة من كونها دراسة ميدانية تسعى لتقويم الواقع الفعلي للمشرفين التربويين في ميدان التعليم .

5) يتوقع الباحث أن يخرج من هذه الدراسة بنتائج قد يستفاد منها في تقديم توصيات ربما تسهم في تحسين مستوى استخدام المشرفين التربويين لأساليب الإشراف التربوي لأساليب الإشراف التربوي في ميدان التعليم العام في المملكة العربية السعودية .


أسئلة الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن السؤالين التاليين :
1- ما مدى تطبيق أساليب الإشراف التربوي في ميدان التعليم العام من وجهة نظر المشرفين التربويين ؟

2- ما المشكلات التي تعيق تطبيق أساليب الإشراف التربوي في ميدان التعليم العام من وجهة نظر المشرفين التربويين ؟



حدود الدراسة
تقتصر هذه الدراسة على المشرفين التربويين في التخصصات التالية :

العلوم الشرعية , اللغة العربية , الاجتماعيات , اللغة الإنجليزية , التربية الخاصة , التربية البدنية , التربية الفنية , الإدارة المدرسية , الإدارة العامة , الكهرباء الوسائل التعليمية , في بعض مدن المملكة العربية السعودية الذين شاركوا في الدورة التدريبية للمشرفين التربويين في كل من كلية التربية بجامعة الملك سعود وكلية العلوم الإجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1417/ 1418هـ .


تعريف المصطلحات

الإشراف التربوي
وهو عملية فنية منظمة تعاونية تقوم على العلاقات الإنسانية بين أقطاب العملية التربوية , ويسعى إلى مساعدة المعلم في رفع مستوى نموه المهني والثقافي لتحسين مستوى أدائه , من أجل تحقيق أهداف عملية التعليم والتعلم .

المشرف التربوي
هو حلقة الوصل بين المعلم وبين الجهة المسؤولة عنه فنيا , وهو متخصص في الإشراف على مادة دراسية معينة , ويعمل على تقويم المعلم ومساعدته على تحسين المهارات التدريسية والعملية التربوية بأكملها في مدارس التعليم العام .

أساليب الإشراف التربوي
وهي تلك الأساليب المعتمدة من قبل وزارة المعارف وهي : زيارة المعلم في الفصل , المقابلة الفردية بعد الزيارة , التزاور لتبادل الخبرات , الاجتماع بالهيئة التعليمية , المؤتمرات التربوية , الدروس النموذجية , لقاءات المشرفين , الاجتماع بمعلمي مادة معينة , الدورات التدريبية , القلااءات الموجهة , النشرات التوجيهية .


الإطار النظري

أولا : مراحل تطور الإشراف التربوي

1 ) المرحلة الأولى : مرحلة التفتيش 1357 هـ / 1383 هـ .
2) المرحلة الثانية : مرحلة التفتيش الفني 1383 هـ / 1387 هـ .
3) المرحلة الثالثة : مرحلة التوجيه التربوي 1387 هـ / 1395 هـ .
4) المرحلة الرابعة : مرحلة التوجيه التربوي 1396هـ / 1401 هـ .
5) المرحلة الخامسة : مرحلة التوجيه والتدريب التربوي 1401هـ / 1416 هـ .
6) المرحلة السادسة : مرحلة الإشراف التربوي 1416 هـ ـ حتى الآن .


ثانيا : أساليب الإشراف التربوي

وقد وضعت الإدارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب في وزارة المعارف عددا من أساليب الإشراف التربوي هي :
1) زيارة المدرسة
2) زيارة المعلم في الفصل
3) المقابلة الفردية بعد الزيارة
4) التزاور لتبادل الخبرات
5) الاجتماع بالهيئة التعليمية
6) المؤتمرات التربوية
7) الدروس النموذجية
8) لقاءات الموجهين
9) الاجتماع بمعلمي مادة معينة
10) الدورات التدريبية
11) القراءات الموجهه
12) النشرات التوجيهية
ويقول زهران إن هناك ضوابط يجب توافرها عند استخدام أي أسلوب إشرافي هي :
1) مناسبة الأسلوب للهدف المراد تحقيقه .
2) أن يلبي الأسلوب حاجة مهمة لدى المعلمين .
3) أن يتناسب الأسلوب مع نوعية المعلمين .
4) أن يلقى الأسلوب قبولا من المعلمين .
5) أن يراعي الأسلوب المراد استخدامه ظروف المعلمين الخاصة والشخصية .
6) أن يكون الأسلوب المراد استخدامه قابلا للملاحظة والتقويم .


الدراسات السابقة

دراسة الصائغ
بعنوان : ( تطور نظم التوجيه التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج ) , وتوصل فيها الباحث إلى المشكلات التي تعترض تحقيق أهداف الإشراف التربوي من واقع استجابات المشرفين وهي :
1- كثرة الأعباء الملقاة على المشرف التربوي .
2- ضعف الكفاءة المهنية لبعض المعلمين .
3- قلة عدد المشرفين التربويين .
4- قلة الأجهزة والوسائل التعليمية .
5- قلة الدورات التدريبية للمشرفين التربويين .
6- ضعف الرغبة في التدريس لدى بعض المعلمين .
7- قلة الدورات التدريبية للمعلمين .
8- ضعف الكفاءة المهنية لبعض المشرفين التربويين .
9- قلة الخبرة لدى بعض المشرفين التربويين .

دراسة البابطين

بعنوان : ( مدى أهمية أساليب التوجيه التربوي ومدى تطبيقها في الميدان من وجهة نظر موجهي المواد الدراسية في مدينة الرياض )
وتكون مجتمع الدراسة من جميع موجهي المواد الدراسية في مدينة الرياض . وبلغت عينة الدراسة (79 ) موجها تربويا .
وتوصل الباحث إلى النتائج التالية :
- أن أكبر مشكلة تواجه الموجهين التربويين عند تطبيقهم لأساليب التوجيه التربوي هي (زيادة نصاب الموجه من المعلمين ) , ثم مشكلة ( كثرة الأعباء الكتابية والإدراية على الموجه ) .
- وأكثر أساليب التوجيه التربوي تطبيقا في الميدان بالنسبة لموجهي المواد الدراسية هي الأساليب الفردية الثلاثة التالية : أسلوب ( زيارة المعلم في الفصل ) وأسلوب ( زيارة المدرسة ) , وأسلوب ( المقابلة الفردية بعد الزيارة ) على التوالي .
- أقل أساليب التوجيه التربوي تطبيقا في الميدان بالنسبة لموجهي المواد الدراسية هي الأساليب الجماعية الثلاثية التالية : أسلوب ( الدورات التدريبية ) , وأسلوب ( القراءات الموجهة ), وأسلوب ( المؤتمرات التربوية ) .


التعليق على الدراسات السابقة


من خلال استعراض الدراسات السابقة تبين ما يلي :

1) كثرة نصاب الموجه التربوي .
2) كثرة الأعباء الكتابية والإداريةعلى الموجه التربوي .
3) قلة الزيارات التوجيهية التي يقوم بها الموجه للمعلم .
4) ضعف خبرة بعض الموجهين .
5) قلة الدورات التددريبية للموجهين .
6) أكثر أساليب الإشراف التربوي تطبيقا في الميدان هو زيارة المعلم في الفصل .


منهج الدراسة


اتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي الذي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع .

أداة الدراسة

القسم الأول
يتكون هذا القسم من بيانات أولية عن أفراد عينة الدراسة .
القسم الثاني
يتكون هذا القسم من قائمة بأساليب الإشراف التربوي المعمول بها في ميدان التعليم العام بالمملكة العربية السعودية , وعددها اثنا عشر اسلوبا وهي :
1) زيارة المدرسة
2) المقابلة الفردية بعد الزيارة
3) زيارة المعلم في الفصل
4) لقاءات الموجهين
5) الاجتماع بمعلمي مادة معينة
6) النشرات التوجيهية
7) الدورات التدريبية
8) الدروس النموذجية
9) التزاور لتبادل الخبرات
10) القراءات الموجهة
11) الاجتماع بالهيئة التعليمية
12) المؤتمرات التربوية

القسم الثالث

قام الباحث بتصميم الإستبانة .
المعالجة الإحصائية
استخدم الباحث بعض أساليب إحصائية مناسبة لطبيعة هذه الدراسة وهي كما يلي :
التكرارات , النسب المئوية , المتوسطات الحسابية , ومربع كاي ( كا ) , الثبات بطريقة ألفا كرونباخ .


أما المشكلات التي تعيق تطبيق أساليب الإشراف التربوي في ميدان التعليم العام من وجهة نظر المشرفين التربويين فهي مرتبة تنازليا حسب حدتها من وجهة نظر المشرفين التربويين :

1) زيادة نصاب المشرف التربوي من المعلمين الذين يشرف عليهم .
2) كثرة الأعباء الكتابية والإدارية على المشرفين التربويين
3) قلة الدورات التدريبية الخاصة بالمشرفين التربويين .
4) قلة الدورات التدريبية الخاصة بالمعلمين .
5) عدم تأهيل المشرف التربوي قبل اختياره ممارسة الإشراف التربوي .
6) زيادة نصاب المعلم من الحصص الدراسية .
7) قلة الصلاحيات الممنوحة للمشرف التربوي .
8) قلة الإمكانات وضعف الموارد المالية .
9) قلة اللقاءات مع المسؤولين لتذليل العقبات التي تواجه المشرفين التربويين .
10) قلة اهتمام المسؤولين بمقترحات لبمشرفين التربويين .
11) ضعف الكفاية المهنية لبعض المعلمين .
12) ضعف الكفاية المهنية لدى مديري المدارس .
13) زيادة الأعباء الكتابية على المعلم .
14) قلة معرفة المعلمين بالنشرات التربوية السنوية .
15) ضعف الكفاية المهنية لبعض المشرفين التربويين .
16) صعوبة تقبل بعض المعلمين لتوجيهات المشرف التربوي .
17) ضعف الثقة المتبادلة بين المشرف التربوي ومدير المدرسة .
18) قلة تعاون مدير المدرسة مع المشرف التربوي .
19) ضعف الثقة المتبادلة بين المشرف التربوي والمعلم .
20) المشرف التربوي مازال مفتشا هدفه تصيد الأخطاء .



التوصيات المبنية على نتائج هذه الدراسة

1) يوصي الباحث بتطوير الأساليب الإشرافية المعتمدة من وزارة المعارف , وإدخال بعض التوجيهات الحديثة في الإشراف التربوي مثل الإشراف العيادي والإشراف التشاركي .
2) يوصي الباحث بالتركيز على التطبيق أساليب الإشراف التربوي الجماعية , في ميدان التعليم العام .
3) يوصي الباحث بزيادة الدورات التدريبية الخاصة بالمشرف التربوي , لرفع كفاءته في مجال الإشراف التربوي .
4) تبين من نتائج الدراسة أن أكثر المشكلات حدة , والتي تعيق تطبيق أساليب الإشراف التربوي في ميدان التعليم هي مشكلة ( زيادة نصاب المشرف التربوي من المعلمين الذين يشرف عليهم ) , وعليه يوصي الباحث بضرورة تقليل نصاب المشرف التربوي من المعلمين , لكي يستطيع القيام بدوره على أحسن وجه ممكن .
5) وتوصلت الدراسة إلى أن مشكلة ( كثرة الأعباء الكتابية والإدارية على المشرفين التربويين ) تؤثر في أعمالهم الفنية , وفي ضوء ذلك يوصي الباحث بأن تقلل هذه الأعباء الكتابية والإدارية , ويركز على المهام الفنية في مجال الإشراف التربوي .


المراجع


1) الإدارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب , دليل الموجه التربوي , وزارة المعارف , المملكة العربية السعودية , الرياض , 1408 هـ .
2) البابطين , عبدالعزيز بن عبد الوهاب , واقع المهارات الإشرافية الفنية الممارسة في المدارس الثانوية بمدينة الرياض وسبل تطويره في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة , الرياض , مركز البحوث التربوية , جامعة الملك سعود , 1414 هـ / 1993 هـ م .
3) البابطين , عبدالعزيز بن عبد الوهاب , مدى أهمية أساليب التوجيه التربوي ومدى تطبيقها في الميدان من وجهة نظر موجهي المواد الدراسية في مدينة الرياض , التربية المعاصرة , العدد 38 , السنة 12 , الاسكندرية , 1995 م .
4) الصائغ , محمد , تطوير نظم التوجيه التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج , رسالة الخليج العربي , العدد45 , الرياض , مكتب التربية العربي لدول الخليج , 1413 هـ .
5) وزارة المعارف , مجلة التوثيق التربوي , العدد17 , الرياض , 1417 هـ .